روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | لا يريد أن يترك.. التحرش

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > لا يريد أن يترك.. التحرش


  لا يريد أن يترك.. التحرش
     عدد مرات المشاهدة: 2132        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته.. وبعد عندي ولد عمره 16سنه يتحرش في اولاد اصغر منه سنن في باص المدرسه ونوجه معه كثير من المشاكل سبق ان تحرش باطالب ونفصل لمده اسبوع من المدرسه وعاقبه الاب عقاب شديد

واخذته الى اخصائي نفسي وقمت باللازم من النواحي النفسيه والتربويه الصحيحه وتحسن وهدات المور في المدرسه وتحسن مستواه الدراسي ولكن عاد مره اخرى لنفس العادة وقام وسمح لاحدالطلاب بالجلوس في حضنه واداء الي فصله من المدرسه وانا في حيره من امري

نفسيتي انا وابوه مره موكويسه علما ان هذا 3 مدرسه انقله فيها والاخيره اهليه.ولدي يصلي واصباح يذهب المسجد ولكن اغلب مشاكله خارج المنزل واشياء جنسيه واريد حال جذريا لاني طرقت جميع الابواب ولكن لا يريد ترك هذه العاده السيئه

بسم الله الرحمن الرحيم.. أختي الكريمة (الحياة حلوة). وفقك الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في موقع الجميع "موقع المستشار" ونثمن اهتمامك بابنك وحرصك الشديد لالتماس حلول ناجعة بإذنه الله تعالى علّها تفيد ما يعانيه هو وكثيرين ...

قرأت رسالتك وأدركت تمامًا مدى حجم القلق والمعاناة النفسية التي قد يمر بها الوالدان الحريصان على فلذات الأكباد من أمثالكما...

•أختي الكريمة: لقد أصبح التحرش الجنسي في هذا العصر شبه ظاهرة، لا يقتصر فيه الأمر على الطلاب الذين يمرون في مرحلة المراهقة،

بل تجاوز الأمر إلى الكبار بصرف النظر عن مراكزهم الوظيفية أو حتى مكانتهم الاجتماعية ممن هم لا يزالون يغازلون فترة المراهقة المتأخرة، كيف لا ووسائل الإعلام والتقنية تنشر كل ما يثير الغرائز والشهوات مما هو ممنوع،

وإذا ما أضيف إلى كل ذلك أزمة فترة النمو الخاصة بالمراهقة وضعف القيم الأخلاقية، والروحية لأصبح جليًا أن تلك الأمور تجعل الفرد، والمراهق على وجه التحديد في حالة تهيج مستمرة .

•إنّ التقارير والوقائع والإحصائيات المتاحة عن واقع حال التحرش الجنسي في بعض المدارس على المستوى العربي أو الخليجي أو حتى الوطني - وإن كانت متواضعة، إلا أنها تدعو للقلق والتساؤل بضرورة سرعة البت في دراستها ومحاولة احتوائها بطرق ووسائل ناجعة.

فالعديد من المتخصصين يشيرون إلى أن قضية التحرش الجنسي لدى الطلاب تعود في الغالب لأسبابً لاشعورية مرتبطة بطبيعة المرحلة النمائية والظروف السيكو- جنسسية التي يمرون بها، فضلاً عن ضعف الوازع الديني وغياب الوعي بضرورة الالتزام بالمنظومة القيمية التي تعكس أخلاق الفرد وسمت المجتمع الذي ينتمي إليه،

حيث يفضي هذا الأمر إلى تبعات نفسية وشخصية مؤثرة جدًا للضحايا مما قد يدفعهم في نهاية المطاف إلى انتهاج سلوكيات ذات مردود سلبي عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم، كالسلوك العدواني أو الانطواء أو حتى صعوبة التوافق الاجتماعي.

•إن تفشي ظاهرة التحرش الجنسي بين طلاب المدارس هي مسؤولية مشتركة بين المثلث المتمثل بالأسرة وهي المحطة الأولى والأهم، فالمدرسة وكذلك المجتمع في ضرورة قيام كل طرف بدوره المنوط به،

وفي غياب الاتصال والتواصل والتعاون والتنسيق في تضافر الجهود بين هذه الأطراف في إطار خطة معينة واضحة الأهداف والوسائل لإعداد فلذات الأكباد بطريقة مسئولة وواعية، ومدركة،

تجعلهم على مستوى من النضج الفكري والاتزان العقلي والنفسي في التعاطي مع طرق الإغواء والإغراء المختلفة التي تفرضها تحديات العصر بما قد توقعهم كضحايا لتلك الممارسات والسلوكيات الخاطئة في محطات حياتهم المختلفة .

•فدور الأسرة لا يقتصر فقط في توفير المتطلبات الأساسية للتنشئة فحسب، بل يمتد إلى حسن تربية الفرد وإعداده للمستقبل ليكون فردًا صالحًا لنفسه ووطنه،

ويأتي ذلك من خلال غرس القيم والأخلاق الإسلامية الحميدة التي تغذي شخصيته وترقى بمستوى تفكيره وإدراكه إلى مرحلة النضج السلوكي، كما أن غياب إستراتيجية واضحة للمدرسة في تشكيل هذه الشخصية وبلورة ملامحها للإرتقاء بمستوى الطلاب من الناحية الأخلاقية والعلمية والسلوكية

ضمن منهجية علمية تشمل كافة المناشط والفعاليات المختلفة في المدرسة قد يعرض الطلاب لمخاطر كثيرة، من أبرزها التحرش الجنسي،

كما أن افتقار المجتمع بمختلف مؤسساته لخطة واضحة الأهداف في توجيه الطلاب وإرشادهم والارتقاء بمستوى وعيهم وتفكيرهم الأخلاقي والعلمي والسلوكي بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم يمثل تحد صارخ تعاني منه كثير من الدول العربية أو تكاد،

مما قد يؤدي إلى إضعاف عزيمة الطلاب وشل مناعتهم في مواجهة تحديات العصر المتجددة والمتنوعة والتي تفجر كوامن الغريزة لدى الكثير منهم كالبركان فيكون السلوك أهوجًا والتصرف مخيبًا للآمال...

•فالأسرة التي لا تعي دورها إزاء تربية أفرادها، والمدرسة التي تفتقر إلى الهدف الواضح في تعليم وتثقيف طلابها وترجمة ذلك إلى سلوك،

والمجتمع الذي ديدنه الارتجال وعدم التخطيط لما يتطلع إليه من صناع الغد (الطلاب)، تصبح النتيجة هدرًا في أنفس موارده، وانزلاقهم في سلوكيات لا تنسجم مع توجهاتهم وتطلعاتهم.

•أختي الفاضلة: اعلمي أنه لا توجد وسيلة فورية مضمونة في مقارعة التحرش الجنسي لدى الكبار، فما بالك بالطلاب، فالأمر بحاجة إلى التفكير الجاد والمحاولة المستمرة في طرق كافة الوسائل والأساليب الممكنة كون الأمر مرتبط بالسلوك

وهو محصلة لمجموعة عوامل وظروف معقدة مرتبطة بتنشئة الفرد جعلته يفلت أو يتفلّت وينسلخ عن قيمه ومبادئه -على حين غفلة- من الضمير، كي يشبع غريزته من خلال ذلك العمل المشين ...،

ومع ذلك، فلا يوجد شيء مستحيل أمام الاستعانة بالله ومع امتلاك الإرادة الصلبة ، والعزيمة الصلدة، والمحاولة المستمرة وعدم الاستلام ...
لهذا أرى الآتي:

1-لقد ذكرت صفات ايجابية عدة عن ولدك، منها مداومته على الصلاة، وهذا يعني ذهابه للمسجد وبهذا يمكن الاستفادة من إقباله على الصلاة في تقوية وتدعيم الجانب الإيماني لديه من خلال التفاهم مع إمام المسجد بمساعدته في العمل الدعوي والخيري على أن يشركه في جماعة في مثل سنه .

2-ضرورة تسجيل ولدك في مركز رياضي ذو سمعة طيبة أو في مركز الحي إذا أمكن حتى يمكنه أن يصرف طاقته بالرياضة ..

3- ينبغي تشجيعه للانخراط في جماعات المسجد أو الحي التطوعية لرعاية كبار السن مثلا أو مساعدة الفقراْء لتوفير مسكن مناسب لهم والمولد الغذائية والملابس أو في المشروعات التطوعية التي تخدم البيئة والوطن .

4-إن الشدة والقسوة والضرب مفعولها وقتي آني، وقد تؤدي في أغلب الأحيان لردود فعل عكسية ... لذا أرى أهمية الحوار مع ابنك والتحدث معه بشفافية وصراحة عن التحرش الجنسي باعتباره مرضًا يحتاج لبذل الجهد والمداومة على العلاج حتى يشفى.

5- ضرورة تذكير إبنك بأن الله يراه ومطلع على أمره، وملائكته يسجلون كل أفعاله حتى يراها أمامه يوم الحساب..

6ـ كما ينبغي حثه على التفكير في نتائج تحرشه على الطرف الآخر
( ضحيته) وماذا لو كان مكانه، كيف سيكون شعوره وآلآمه، وبأنه سيتحمل وزره إلى يوم الدين .

7-قد يكون من الأفضل أخذه في عمرة أو اصطحابه لأداء مناسك الحج إن أمكن ذلك عله يهتدي ويشفى.

8-أنصح بالاستمرار في المعالجة النفسية حتى يتخطى تلك الأزمة والمرحلة الحرجة من حياته .

9-وأخيرًا وليس آخرًا استمري في الدعاء بإلحاح إلى الله سبحانه وتعالى بأن يهديه ... أعانكما الله وفرج كربكما ،،،

الكاتب: أ.د. عبدالصمد بن قائد الأغبري

المصدر: موقع المستشار